Thursday, November 02, 2006

وأد البنات لم ينتهى بعد




باسمك يامصر

لا اعرف السبب الذى يجعل المجتمع يشوه صورة المرأه المناضله فى حياتنا ,او قل المرأه المتمرده التى ترفض الانصياع للقوانين والاعراف السائده , و منحت عقلها فرصة التفكر والتأمل
وما دفعنى ان اكتب عن هذا الموضوع اننى كنت اتجاذب اطراف الحديث مع صديق لى فى احدى مقاهى القاهره ,وجاءت سيرة هاله المصرى واخبرته اننى معجب بنموذج هاله فرد عليا مسرعا وقال: تعجب بمين يا عم دى محدش قادر عليها ! ملامح الدهشه ظهرت على وجهى فصديقى ليس بالعادى بل هو شاب قبطى على درجه عاليه من الوعى , ولكن هذا ما حدث
وفى اعتقادى ان وجهة النظر هذه تنسحب على مجموعات كبيرة فى المجتمع , فكثير من الناس ينظرون الى الانثى الناشطه فى الشرق نظرتين :
الاولى : انها امرأه لا حاكم لها ويستطيع احد السيطره عليها ,وكأن اى امرأه لا بد ان يكون لها كبير مهيمن مسيطر يقوم بالتوجيه والارشاد , وكأن الانثى خلقها الله دون عقل وتعجزان تفكر وتحدد اهدافها ولا يمكنها ان ترى طريقها وتحدد مصائرها .
والنظره الثانيه : انها تعانى من فراغ نفسى وعاطفى وعاجزه عن اشباع رغبتها وتحقيق ذاتها وتبحث عن شئ يعوضها عن حيا تها البائسه , كأن المراه لم تخلق الا للمنزل والمطبغ واشباع غريزة الرجل وان المراه لا تنجح فى حياتها العمليه الا اذا كانت فاشله فى حياتها الاسرية
للاسف هذه النظره الدونيه للمرأه تجعلنا نهمش نصف المجتمع ونضعف شيئا كبيرا يمكننا الاستفاده منه على اكمل وجه
بل ان احد اكبر مشاكل الانثى فى الشرق اننا نجد دائما من يعبر عن قهرها ويكسر حاجز العزله عنها هو الرجل
فقاسم امين اول من تحدث عن معاناة المراه وطالب بدورها الطبيعى والحيوى فى المجتمع .
ولكننا رجعنا الى المربع الاول مربع الثقافه البدويه العاجزه عن فهم المراه وطبيعتها وحياتها الثقافه التى لا تؤمن بدور المراه كمخلوق طبيعى فى المجتمع له الحق ان يمارس حياته كما يريد , وعليها ان تمكث فى البيت كى تنجب وتلد وليس من حقها ولا يمكن لها باى حال من الاحوال ان تزاحم الرجل فى عمله و لاتتحدث عن قضيه تؤمن بها .
لذلك اجدنى اقول لصديقى الرجعى لك الحق ان تختلف مع هاله المصرى كما يحلو لك ولكن لا يمكنك ان تنكر عليها ايمانها بقضيتها وتضحيتها من اجل تحقيق اهدافها .
فالمرأه خاضت كثير من الصعاب يعجز العديد من الرجال القيام بها وواجهت مجتمع باكمله لتعرض قضيتها , واكبر الادله على انها ابرزت قضيتها الى العلن تعقب جهاز امن الدوله لها واغلاق مدونتها واقتحام منزلها ومنعها من السفر .
انها بعملها هذا قالت لكثير من الرجال انكم عاجزون واننى قادره على الصمود وابراز قضيتى حتى لو انكر على المجتمع ذلك .