Friday, November 23, 2007

احلامى تحولت الى كوابيس



احلامى تحولت الى كوابيس


كنت فى مرحلة سابقة فى حياتى أردد دائما كلمة احلامى لن تعرف حدود , كانت هذه الكلمة أكبر كلمة أنعم بها فى حياتى , كانت تعطينى دفعه للامام دائما وتحركنى نحو أهدافى دون أن أشعر بأى ألم أو تعب ولكنى فجأة وبعد الاصطدام بالحاجز الكبير الموجود فى المجتمع المصرى عرفت ان الاحلام لابد ان تتحول الى كوابيس
وهذا ما حدث فعلا الاحلام تحولت الى كوابيس والوطن اصبح مشنقه كبيرة معلقة لكل شباب الوطن لكل من يفكر ولكل من يطمح فى مستقبل مشرف
اذا لم تحقق حلمك فاعلم انك انتهيت فى هذه الدنيا , لأن الأحلام دائما تنتهى بانتهاءها ,فأن لم تحقق حلمك فسوف تغادر في صمت كأي كرسي بأرجل ثلات و كأي صخرة شاطئ وأي كومة رمال .
فحن نعيش لأننا نحلم, نريد أن نكون غيرنا نريد ان نكون اناس اخرون لذا تكثر أحلامنا : يحلم الفقير ببئر كنز دفين , ويتوق المتعلم الى حلم المعرفة, تحلم الفتاة بعرس يليق بها , ينشد المظلوم عدلا يمحي الظلم عنه , الصغير يحلم بكبره , المحروم من الحب يحلم به .....
نحلم ..ولأننا نحلم نشعر أن للحياة معنى , نخلق قبلة لها ونتجه صوبها , لكنك عندما تكتشف أن الحلم محبوس , فبعد أن حققوا معه في مخافر الرقابة سجنوه و قيدوه بسلاسل من وهم , بعد أن استبان أن الحلم مطارد , وأن كل مطارديه مدججين بسلاح فتاك وأوامر صارمة للقبض عليه حيا أو ميتا , بعد ان تواجه الحقيقة وتعرفها عن قرب لابد ان تقتل هذا الحلم وتسعي جاهدا ان تتخلص منه بدلا من ان تواجه نفسك وتنظر لنفسك وانت عاريا عري المرغوم و تحتقر انسانيتك وتغلق أخر منفذ لهروبك من الواقع فلا امل امامك فى مصر سوى الهورب من الواقع والهرولة نحو الاوهام

مهنة الكثير في بلدي الخنق , ولأنهم جبناء لا يخنقون الا الحلم الأعزل . وهؤلاء الذين يصدون ابوابهم واذانهم بمتاريس صدأة امام طالبي شغل وملأ فراغ ألم يقتلوا حلم الاستقرار والأسرة والابناء فينا .
من ينتشلون أنفسهم من الفقر بالتسول وتوسل حياة ألم يحلموا بكرامتهم المخنوقة..
أتسائل كلما أبصرتهم : أي الأحلام مازالت تجول في خواطرهم ؟؟؟.
ليس المتسولين فقط بل كل ابناء جيلى هذا الجيل المسكين الذي أمشوه على رأسه مرغما عنه اسقطوا عنه كل أحلامه في مجرد هلوسة ويأس واحباط ونصف قرش من الحشيش المضروب وباكت من البانجو ولحظات لهو كى ننسى الواقع المر الاليم ولا نفكر فى شئ سوى كيف نحصل على الحشيش , لقد ادرك شباب هذا الجيل ان الحلم مستحيل وان تحقيقة غير مباح وامتنع الشباب عن الاحلام , لأنه أمن أن الاحلام كلها ستصبح كوابيس تخنقه وتفسد عليه حياته . أما اذا حلم أن ينسرب من فقره وجهله فانه يموت خنقا اكثر واكثر .
كثيرة هي اللحظات التي يستبد فيها الحلم بنا, لكن لأن الواقع المصرى يغار من الحلم , فانه يبزغ بعنف أمامنا كي يذكرنا أن الحلم ممنوع .. الحلم حرام عيشه . كيف يحلم طالب معرفة بالمزيد منها والفقر ينهش أوصاله ؟؟؟ , حلم عروس يتبدد في زمن الكره هذا,.كل أحلامنا تنصهر في بوتقة بلدي دائبة متبددة .. لا يمكنك ان تحلم وانت مجرد تابع و أباءك وأجدادك مجرد توابع , لن تكون سيدا حلمك وأنت ابن عبيد السادة , لن تحلم باكليل معرفة وبلدك يباع كل يوم للاغنياء واللصوص , وتعليمه يباع بأثمان باهظة ,
. كل الاحلام تحلق تشدوا , لكنها فى النهاية تسقط و تتواطئ مع خانقيها في بلدنا , عند عتبة البلد العزيز تتحول الاحلام الى كوابيس , تنصرف عنها ورديتها وتنتهي من أن تكون احلاما , تصبح مجرد أضغاث وهلاوس يقظة . هنا المنع طال الكل لأنه طال الحلم , لم يمنعوه بالسلاح والحجز والضرب, منعوه عندما لم يحققوه , عندما وضعوا سدودا في ادارتهم ومؤسساتهم ومراكزهم من أجل كشفه , وعندما يحدث أن يقبض عليه متلبسا يقومون بخنقه ويؤمرونك بالتخلي عنه, ينصحونك بأن تبعد عن حلامك ويبلغونك احسن لك لا تحلم بوطن لان مصر باختصار قد ضاعت .....