Saturday, October 21, 2006

السادات


صوره نادره للسادات بعد مقتله

لست من دعاة التنقيب فى الماضى على حساب الحاضر, ولكن لفهم أوضاع مصر الداخليه ومواقفها الخارجيه لابد بشكل او بأخر الحديث عن السادات خاصة وقب ان ينتهى شهر اكتوبر فهو الشهر الذى وصل فيه الى قمة السلطه فى مصر وهو نفس الشهر الذى فارق فيه السادات الحياه فى حادثة المنصه الشهيره .

لمس الاستاذ محمد حسنين هيكل فى كتابه خريف الغضب شخصية الرئيس السادات بكلمات بسيطه ولكن معبره احب ان أبدأ بها خلال تناولنا لشخصية السادات حيث قال (أن الحدود ضاعت بين الرئيس والدولة فأصبح الرئيس هو الدولة والدولة هى الرئيس)

ولد السادات فى قرية ميت ابو الكوم بالمنوفية فى 1918 م - وتخرج فى الكلية الحربية فبراير 1938م وعين بسلاح الاشارة وظل يعمل ضابطا فى الجيش المصرى بسلاح الاشارة, وقد تم اعتقاله اكثر من مرة بسبب نشاطه السياسى واخرج من الجيش ثم اعيد اليه 1950م ,عندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 م لم يكن موجوداً فى التحركات الأولى للثورة فحين جاء موعد التنفيذ فكر السادات فى وسيلة يبرء نفسة من علاقتة بالثورة اذا فشلت عملية الانقلاب العسكرى المقررة فاذا بة يحجز فى السينما ويدخل للحضور حتى ينفى اى علاقة لة بالثورة فانة حقا رجل يمتاز بالدهاء ولكن بالدهاء فى كيفية تبرير مواقفه ,
ثم عهد إليه الاستيلاء على الاذاعة _الاذاعه القديمه فى شارع الشريفين وسط القاهره _ والشبكات التليفونيه واذاعه اول بيان يعرف فيه الشعب نبأ قيام الثورة , و فى عام 1954 عين وزيرا للدولة وفى عام 1959 م عين سكرتيرا للاتحاد القومى ثم تم انتخابه رئيسا لمجلس الامه من 1960 الى عام 1968 ,
ليصل الى قمة السلطه فى مصر عام 1970 بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر , بعد صراع لم يستمر طويلا مع بعض الشخصيات التى اطلق عليه مراكز القوى , نعم تولى السادات مصر وهى محتلها وكان هو صاحب قرار الحرب , ولكنه سرعان ما انقلب على سياسة سلفه عبدالناصر وخرج عن التوجهات التى ارستها ثورة 23 يوليو , فهو اول عربى يعلن ان 99% من اوراق اللعبة فى يد امريكا , وتخلى عن تحالفه للسوفيت وقام بطرد الخبراء السوفيت من القاهره ,لم يكتفى السادات بذلك بل كان اول عربى يعترف باسرائيل رسميا وعلى الورق , وذهب الى اسرائيل وتحدث فى الكنيست الاسرائيلى , ناسيا او متناسيا دماء المصرين التى قام بسفكها الاسرائيلين فى 48 و56 و 67و73 , وفى هذه الاثناء قام السادات يبرر مواقفه ان الاقتصاد المصرى اصبح متهالكا ولم يعد باستطاعتنا ان نواصل ولكن بعرض الارقام الرسميه نستطيع ان نعرف ان السادات كان يبحث عن مخرج لسياسته التى اضعفت مصر ووقزمت دور مصر فى المنطقه الى درجه مذريه .
ففى سنه 1970 عندما رحل جمال عبد الناصر كان اجمالى الدين المصرى 4000مليون دولار وهى مجموع الدين المدنى والعسكرى وكان معظمها للاتحاد السوفيتى على اقساط طويلة المدى قدرها 2,5 %
في مجال التضخم :عام 70 : نسبة التضخم 5% سنويا عام 75 : نسبة التضخم 25 % سنويا
القطاع العام والخاص : من عام 70 الي 75 : القطاع العام يسيطر علي 30 % من وسائل الانتاج وله اسهامات مباشرة في ميزانية الدولة تقدر 800 مليون جنية سنويا علي شكل ارباح وضرائب ورسوم .القطاع الخاص يسيطر علي 70 % من وسائل الانتاج بما في ذلك الزراعة واسهاماته في ميزانية الدولة في تلك الفتره لا تزيد عن 30 مليون جنية .
فها هو السادات يضعف من دور مصر خارجيا وينتشر فى عهده الخصخصه وتصفية القطاع العام والخروج بمصر من دولة تقود منطقة الى دولة تابعه للسياسه الامريكيه .
ليس ذلك فقط بل ان السادات اضاع كثير من الثروات والاثار فى الهدايا والعطايا بشكل ارهق مصر ارهاقا شديدا.
فأول هداياه كانت هدية للرئيس تيتو عبارة عن تمثال واقف للإله أوزوريس إرتفعه 48 سم عثر عليه فى حفائر بنى سويف
ثم هدية أخرى للرئيس بريجينيف تمثال جالس للإلهه إيزيس للإلهه إيزيس تقوم بإرضاع الطفل حورس , إرتفاعة 22 سم.
ثم عقد من الخرز السكرى من الأماثيست وفى منتصفة تميمة على هيئة حورس الطفل لامبراطورة ايران
وإناء من المرمر للمليونير اليونانى أرسطوطل أوناسيس
تمثال جالس للإلهه إيزيس من البرونز عيونه مطعمه بالأحجار الكريمة للرئيس الامريكى ريتشارد نيكسون
إناء من المرمر من عصر الملك زوسر إرتفاعة 77 سم لمؤسسة كيزى فى واشنطن
والقائمه طويله ولا داعى لسردها هنا والمصدر كتاب خريف الغضب للاستاذ محمد حسنين هيكل
اما عن دعمه اللامحدود للجماعات الاسلامية وعلى راسهم الاخوان المسلمين لضرب خصومه اليسارين وتدخل امنى غير مسبوق فى الجامعه وتفصيل دستور على مقاسه وأزمات وفتن طائفيه لم تكن مسبوقه الى ان لقى السادات مصرعه على ايد الجماعات المتطرفه والتى من الممكن ان نقول فيها ان السادات هو الذى حفر تربته بيده .
ولذلك فأنى اعتبر مبارك لم يأتى بجديد بل انها سياسة استلمها جاهزه من سلفه السادات وزاد عليها ,لدرجة اننا نسطيع وصف الرئيس مبارك بالبيروقراطى الاول فى مصر , او حتى نعتبره رئيس مجلس ادارة مصر .
اسف على الاطاله ولكن صفحات مصر لابد ان نقلبها ونقرأها جيدا