Saturday, January 27, 2007

دمار فى سبيل الله

دمار فى سبيل الله

اعتقد اعتقادا جازما ان امتنا امه لاتعى التاريخ ولا تحاول استيعابه , فالتاريخ مجموعه من الخبرات والتجارب
الانسانيه التى من المهم البحث فيها والتعرف عليها وتحليلها تحليلا جيدا , حتى نستوعب الدروس ونستلهم العبر ,
ولكن امتنا تسير فى جهلها وترفض ان تقف لحظه تواجه نفسها وتفرض السؤال من المستفيد من العنف الطائفى الموجود بالمنطقه ؟
سؤال اطرحه على نفسى كثيرا فالمشهد الذى نراه سنه ضد شيعه واقباط ضد مسلمين وحماس ضد فتح دروز ضد موارنه حقا لماذا هذا ومن المستفيد ؟
واغلب الظن _وليس كل الظن إثم_ ان الطائفيه تبدأ عندما يتصور اى انسان انه يملك الحق المطلق الذى لايأتيه الباطل , وليس معنى هذا اننى انكر على كل انسان الحق فى الايمان المطلق فى عقيدته فلا يمكننا ان نلوم على انسان انه اختار المذهب الشيعى او المذهب السنى فله الحق الكامل ولكن ما اعنيه ان ينكر الانسان على الاخرين ان يؤمنوا بما يريدون فلك الحق ان تكون مسيحيا ولكن لاتلوم على الاخر ان يكون مسلما او العكس فلك ان تكون سنيا ولكن لا يمكنك ان تمنع الاخر ان يكون شيعيا وفى نفس الوقت تفرق بين حدود الوطن والدين فالدين اعتقاد داخلي وصله بين العبد وربه والله يفصل بين الناس يوم القيامه فيما يختلفون ولكن على ارض الوطن لابد من البحث عن مظله مشتركه تجمع ابناء الوطن الواحد هذه المظله اطلق عليها حق المواطنه
ومن هنا فمن حق كل من يتمتع بالجنسيه المصريه ان يؤمن باى دين يريد فالبهائى له الحق ان يعيش بيننا ويمارس كافة الحقوق السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه دون ان يؤذى او يجرح غيره والعكس فلا يحق لاى فرد ان يمنعه من ممارسة طقوسه ومتطلبات دينه من معابد وغيره ,
ايضا لابد أن نبحث جميعا عن أرضية إنسانية مشتركة يمكنها أن تضمنا جميعا فنسعي للبحث عن القيم والأخلاقيات المشتركة ليستظل الجميع بظلها فنتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه، كما يصبح من واجبنا إذا سلمنا بحقنا جميعا في الاختلاف في البحث عن سبل إدارة هذا الخلاف إدارة سلمية تمنعنا من التعسف في استعمال حقوقنا، أو التغول والافتئات علي الآخرين.
وفي سبيل الوصول إلي تلك الأرضية المشتركة سنتفق جميعا علي اختلاف عقائدنا ومذاهبنا وفلسفاتنا بأن هناك أرضية إنسانية يمكننا أن نقف عليها جميعا ونستظل بظلالها جميعا أيضا ومن هنا سأؤمن بأن عقيدتي مطلقة وحق ولكن في نفس الوقت من حق المسيحي أن يؤمن بأن عقيدته مطلقة وحق وكذلك الهندوسي والبوذي وغيرهم من أصحاب النحل والملل والعقائد
اما ان حدث غير ذلك فيبدأ الانسان يأخذ سلوك عدائى تجاه المخالفين له فى العقيده و يمتلأ وجدان الفرد بأن ما يؤمن به من دين أو فلسفة أو مذهب أو حزب هو الحق المطلق وماعدا ذلك هو الباطل المطلق وبعد أن يمتلأ عقله بأنه يملك الوصفة السحرية والدواء الناجع والعلاج الشافي لكل أمراض المجتمع وأدوائه بعد كل ذلك يبدأ بالتقدم نحو الفعل الذي يعني من وجهة نظره إحقاق الحق وإذهاق الباطل ولا يري المتطرف هنا مبررا للتفكير في مغبة ذلك الفعل أو علاقته بالقانون والأخلاق إذ إنه يري أنه ينطلق من إيمان يقيني نحو غاية مقدسة وكلف من قبل إرادة أعلي من البشر والقانون وهكذا يبدأ التطرف السلوكي في إظهار الامتعاض من رؤية المخالفين ثم ينتقل إلي مرحلة أكثر تقدما ومن هنا نجد من يقتلون الابرياء ويفجرون المساجد والكنائس والحسينيات ونجدهم يكسرون محلات الفيديو و مهاجمة الأفراح وتكسير آلات الموسيقي وإحراق المسارح , ويفرضون
الجزيه على المصريين المسيحين ويحسبون انهم بذلك يتقربون الى الله ويخدمون دينه ويعملون على اعلاء كلمته

"خلاصة الكلام

من لم يستطع تعلم دروس الثلاثة الف سنة الماضية فهو في عتمة
غوته"