Saturday, July 28, 2007

التوريث


التوريث
باسمك يا مصر
لماذا التوريث جائز فى مصر والدول العربية الأخرى ؟؟
في اعتقادي أن مصر تمر بأصعب مراحلها التاريخية فالشعوب تمر بمراحل صعبه وأزمات كبيرة وتستطيع أن تخرج منها وتنجو بنفسها من المهالك وتستطيع في الوقت نفسه أن تحافظ على هويتها وتقاليدها , وهذا ما حدث في مصر على مرا لتاريخ
ولكن الازمه الجديدة في مصر هي أزمة التوريث وعندما أتحدث هنا لا اقصد فقط توريث السلطة من مبارك الأب إلى مبارك الابن بل إن التوريث متفشي في كافة مؤسسات الدولة المصرية فابن الغفير غفير وابن الوزير وزير وابن الرئيس رئيس مرورا بكافة مناحي الحياة في الدولة بل ان هناك اماكن محجوزة فعلا ولا يستطيع احد اقتحامها أو دخولها إلا أبناء العاملين فيها مثل الشرطة والجيش والقضاء والدبلوماسية والخارجية أضف إلى ذلك كافة الوزارات الحيوية
ولذلك أسباب عديه ونتائج مضعيه لاى أمه تحاول النهوض والارتقاء والتقدم إما عن الأسباب :
الأول: غياب المؤسسات أو ضعف البنية المؤسسية للسلطة، مما يعني تحويل الدولة إلى أداة في يد السلطة المشخصنة نفسها، بدل أن تكون مصدر النظم الضابطة لسلوك صاحب السلطة أو الصلاحية، في أي مستوى كان من مستويات التنظيم الاجتماعي، وافتقار هذه السلطة أو السلطات للشرعية القانونية الناجمة من احترام الشروط أو الأصول الدستورية المعتمدة والتقييد بنصوصها في عمليات استلامها وممارستها وتداولها معا.
فبقدر ما تعكس شخصنة السلطة غياب المؤسسات أو افتقارها الشديد للفاعلية، يعكس تقديس الشخص الحاجة إلى بناء شرعية يستحيل أن تستمد من الممارسة المؤسسية، ولا يمكن تأمينها إلا من خلال وضع الشخص الرئيس نفسه في مقام استثنائي فوق الدولة وفوق القانون، وإضفاء صفات من البطولة والقداسة والفخامة عليه تجعل منه مصدر شرعية استثنائية، لا تناقش بمعايير العقل، أي رسولية
بل يبدو التذكير بها وبمعاييرها افتئاتا على السلطة الاستثنائية التي يجسدها الرسول، وإنكارا لرسالته بوصفه مؤسس كل شرعية وحياة مدنية معا.
فليس الحاكم هنا رئيس دولة إلا في المظهر، أما في الواقع فهو زعيم وقائد ملهم، بل هو مخلص ومنقذ، أرسله القدر، وبه تبدأ مسيرة الجماعة.
فلا جماعة من دونه ولا سياسة ولا وطنية ولا سيادة ولا شرعية خارج إرادته ورأيه. إنه يختصر في ذاته كيان الأمة والدولة معا وجميع المؤسسات الرسمية أو العمومية.
فبالشخصنة تحل مشكلة غياب البنية المؤسسية للسلطة، وبالتقديس ووضع الشخص/الدولة موضع الزعامة والقيادة والرسالة، تحل مشكلة غياب الشرعية، ومن ورائها زوال الفكرة القانونية أو انمحاؤها.
وبالتمديد الدوري تحل مشكلة استمرارية السلطة ووحدتها. فكما تتعرف الأمة في القائد الملهم والرسول على هويتها، تجد في تقديسه منبع سموها ومصدر أخلاقها وغايتها ونجاعة أعمالها الدنيوية، وتضمن بالتمديد الدائم له ولأحفاده استمرارها ووحدتها وسيادتها.
بالتأكيد لم يأت هذا الوضع من فراغ ولكنه التعبير عن نظام سياسي جديد نجح في أن يحتوي الدولة ويحولها إلى أداة من أدوات سيطرته، بدل أن تكون الإطار الذي يرسم حدود أي سلطة أو نظام سياسي ويخضعه لقواعد ثابتة فمثلا من المفترض ان تكون قوات الامن او الداخليه وسيلة لحماية الشعب من المارقين والخارجين عن القانون ولكن ما يحدث هو ان السلطه تحولت الى اداة فى يد الحكام المستبد ومن هنا يصبح افعال الامن كلها متجه لمصلحة الرئيس فقط

الهدف أن شخصنة السلطة هي عنصر رئيسي في إستراتيجية التمديد والتأبيد للحكم القائم. وهي ليست تعبيرا عن نزعة شخصية أو إرادة ذاتية عند الفرد المدفوع إلى موقع الزعامة والقدسية.
بالعكس، إن شخصنة السلطة هي اختيار نظام بأكمله، من حيث أن النظام يعني هنا مجموعة المصالح الرئيسية القائمة والمتحكمة بالوضع والمستفيدة منه.
الثاني : وهو ضعف المجتمع وعدم تماسك بنيته الاساسيه وعدم وجود ضوابط حقيقية تحكم المجتمع من اى عبث فالمجتمع المصري وللأسف الشديد ممزق ومغلق على ذاته ويملئه الخوف والحذر وعدم الثقة ولكنه عاجز عن توحيد صفوفه ومواجهة السلطة المستبدة , أضف إلى ذلك ضعف هشاشة ثقافة المجتمع والعادات الموروثه وتدخل رجال الدين بقصد او دون قصد فى كل صغيره وكبيره وشغل المجتمع بقضايا هامشيه بعيدا عن قضياه الحقيقيه
الثالث : المناخ الدولي فالمناخ الدولي المعاصر موافق على توريث السلطة سواء فى دول عربيه أخرى أو مصر لأنه يخشى من تيارات اسلاميه ووطنيه ربما تعرض مصالحه للخطر فالولايات المتحدة الامريكيه وهى القوى العظمى الأكبر فى العالم تريد مساعدة النظم العربية لها في العراق وأيضا إيران في مقابل ذلك تلعب النظم العربية للضغط بهذه الملفات من اجل إتمام صفقة التوريث بأسهل قدر ممكن
الرابع : المناخ الداخلي للأسف الشديد يعتبر المناخ الداخلي مواتي للتوريث فالمجتمع المصري منقسم على نفسه بين نخب مثقفه تتخوف من الأخوان ونخبه تفضل نظام الحكم عن الاسلامين ونجد أنفسنا عاجزين عن وضع تصور أخر أو بديل ثالث يلتف المجتمع حوله ويساعده في التخلص من الاستبداد
الخامس : مجموعة المصالح المرتبطة بالسلطة والمقصود الطبقات الاغنى فى المجتمع او رجال السلطه المنتفعين بحالة الفساد والاستبداد فهناك عدد من رجال الاعمال واصحاب الشركات يسعون بجهود حثيثه من اجل ترسيخ نظام الدوله الحالي من اجل ألمحافظه على مصالحهم الموجود وعدم ذهاب مجدهم أضف الى ذلك عدد من رجال السلطة ألملطخه أسمائهم بالفساد وقضايا سرقه وتعذيب يتخوفون من ان ياتى نظام حكم أخر وينتقم للشعب منهم

فى هذا كله تبدو مصر ضائعه ولا يوجد احد قادر على ان يتنبأ بما يمكن ان يحدث فى وطن يتعرض للانقراض , لكن المؤكد اننا ندخل النفق المظلم ولا نعرف متى وكيف نخرج منه .
فى مقال اخر سنعرض لاهم نتائج التوريث ان ساعدنا الوقت وشكرااا




0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home