Wednesday, March 28, 2007

لحظه فارقه فى حياة الوطن






هذه اللحظه تحتاج منا جميعا ان نعتذر عن ما بدا منا تجاه مصرنا الحبيبه , فلقد جرت جنازه دفن الدستور يوم الاثنين الاسود ولم يحدث من أى شئ يذكر سوى مجرد مظاهره معتاده فى ميدان التحرير وامام نقابة الصحفين ولكن هل هذا يكفى ؟
اعتقد اعتقادا جازما ان اننا امام لحظه فارقه يجب فيها ان نعترف بالفشل واننا لم نقدم اى شئ يذكر لوطن يتألم من كثرة الفساد والاستبداد , فنحن بصدد نظام لم يعد بوسعه ترميم شرعيته، أو إقناع أحد بها، وليس لديه المقدرة للدفاع عن وجوده وفى المقابل مجتمع عاجز اضعفه عصابة الفساد القابضة على زمام السلطه التى نهشت كبد وعقل مصر عبر ربع قرن
ولذلك وجدنا دستور معيب وعجزنا جميعا ان نقف ضد تزوير ارادتنا , وكان الرد من جهتنا عدم الذهاب الى الاستفتاء لان كل مصرى يعرف ان أى استفتاء فى ظل هذه الدوله البولسيه المتسلطه حتما مزور
ولذلك فنحن امام أزمة ثقة متبادله بين نظام الحكم ومواطنيه , فلا النظام يثق فى شعبه ولا الشعب يثق فى نظامه، وهذه كلها مقدمات انفجار اجتماعى قادم لا محالة، ومقدمات عنف محتمل وعودة لأزمنة الارهاب، التى انحسرت وتراجعت قليلا
وما ادهشنى حقا فى جنازة الاثنين الاسود اصرار أعضاء الحزب الوطنى وقياداته وهو حزب ملحق بالدولة واجزتها وتعليماته كلها يتلقها من رجال الامن , وليس لديه اى شعبية تذكر فى الشارع المصرى , يتحدث قادته عن التعديلات الدستورية باعتبارها انجازاً ديمقراطياً غير مسبوق، ويصفون العدوان على الدستور وحقوق المواطنين الشخصية، وتكريس الدولة البوليسية وقانون الطوارئ فى صلب الوثيقة الدستورية، وإنهاء الإشراف القضائى على الانتخابات، باعتبارها يوم سعد للمصريين، ويتفاخرون انهم هزموا المعارضة الضعيفه هزيمة ساحقة وقادرون على تحجيم نفوذ الاخوان المسلمين المتصاعد , وضرب حركة كفاية والاحزاب المعارضة فى مقتل وهم بذلك عاجزون عن استيعاب التاريخ ونظرياته التى اثبتت ان الاستبداد مهما طال فانه الى زوال
و مقابر التاريخ تذهب اليها النظم التى استنفدت زمانها وشرعيتها والأفكار التى لم تعد تقنع أحدا، وروح الاستبداد التى تجافى العصروعصاية الامن المركزى لا يمكن ان تواجه شعب بأكمله
ان مصر بأزماتها المتلاحقة اوشكت او قل وصلت تقريبا الى حافة انهيار قد يكون فوضى أو عنف أو انقلاب مفاجئ على ساحتها السياسية، ولا أحد يعرف إلى أين تمضى، أو فى أى طريق تضع خطاها ولا ندرى لمن يكون المستقبل؟ وقانون مكافحة الارهاب المزعوم قد يكون هو المحرك الاول للعنف الكامن فى قاعدة المجتمع الشعبيه المطحونه بالغلاء الفاحش وتغول الاسعار , وسيف البطاله البتار .
ومع الخطوة الاخيره التى اتخذها النظام بمفرده بدون اية موافقة شعبيه وتزوير علنى فاضح للارادة المصريه اغلق الامل امام اى اصلاح سياسى او اقتصاى كان من الممكن ان يطيل عمر الاستبداد ولكن الدائرة ستدور حتما وتصيب النظام فى مقتل لانه اغلق منافذ الشمس التى كانت تمنع رائحة العطن والعفن من الظهور
وتم سداد كل القنوات السياسية والاجتماعية، بما يرشح لانهيارات أكبر وأخطر فى هيبة الدولة مصحوبة باستبداد للضعف، والنظام- مهما غالى فى استعراض عضلاته الأمنية والقانونية- غير قادر على إقناع الرأى العام بقوته، فالقوة بمفهومها الحديث تتجاوز الأمن وحساباته، الى حقائق الشرعية والقبول العام فعنف الدولة، بلا شرعية تسنده، لابد ان يصحبه عنف من المجتمع هو صاحب الشرعية الحقيقيه
اثناء هذا كلة يبدو لنا ان الرئيس مبارك لا يدرك ولا يسمع ولا يعرف شيئا عن مصر وكأنه حاكم لدولة اخرى غير مصر التى نعرفها وتعرفنا ولا يهمه فى هذا كله غير تأمين انتقال السلطه لنجلة من بعده حتى يصبح هو واسرته فى مأمن ويبعدون عن اى مغامرة يصبح الشعب المصرى فيها هو حاكم نفسه وسيد قراره ولكنه عاجز حقا ان يفهم ان السموم التى نشرها فى التربة المصريه قد يتجرعها نجله الى اخر قطره فيها ووقتها سيدرك انه لم يحقق لا المصلحه الشخصية الضيقه ولا المصلحه المصرية العامه وعندها لن ينفع الندم .
خلاصة الامر يقول المثل الروسى
تاج القيصر لا يمكن أن يحميه من الصداع

1 Comments:

At 5:29 AM , Blogger ibn nasser - ابن ناصر said...

الصوره في مكانها الحقيقي
تحياتي

 

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home