Wednesday, October 03, 2007

بين حرية الاعتقاد والحساسية الدينينه



بين حرية الاعتقاد والحساسية الدينية

لا أعلم لماذا هذه الحساسية الدينية المفرطة التى نتمتع بها كمصريين فى مناقشة الامور الدينية والعقائدية وكأننا جميعا نمتلك الحق فى التعبير الصحيح عن الدين وكل من له فكره مغايره او مضادة نحاول قمعه ومنعه من الحوار وكأن هذا هو الحل لمنع المتطاولين على الاديان من بث سمومهم الخبيثه ضد الاسلام والمسلمين ,
واجد اننا حتى الان عاجزين ان نفهم ونتفهم حرية العقيده وحرية الراى فى مجتمع مفتوح على مصرعيه امام القنوات الفضائيه والشبكه االعالميه للمعلومات ( الانتر نت ) ومن السهل جدا ان يعبر كل انسان عن رايه كاملا فى اىموضوع يريد
للاسف الشديد القمع وارهاب الاخرين تحت بند التجريح فى العقيده الاسلاميه , ويتصور كل فرد منا انه بهذا يحمى الاسلام والمسلمين من الاشرار الكفار الذين يريدون القضاء على امتنا وهدم معالمها وطمث حضارتها
وفى ظنى _ وليس كل الظن اثم _ ان هذا المفهوم(قمع المخالف فى الراى ) المترسخ لدينا سببه الاول والاخير حالة القهر التى يعيشها المجتمع المصرى منذ عصور عدديه وحالة الفراغ السياسى والفكرى والثقافى الموجوده عندنا فأصبح الدين بالنسبة لنا هو المخرج الرئيسى والطبيعى
واننى اتسأل هل الدين الاسلامى امرنا ان نقمع المخالفين ونمنعهم من حرية الراى بحجة ان هذا تطاولا على الله والنبى ؟
لا اعتقد اطلاقا ان الدين يأمرنا بمثل هذه الافعال المشينه ولنا ان ننظر نظره سريعه للايات القرانية التى تأكد مفهموم الحرية المطلقة ولا سيف على رقاب المخالفين ولا سلطان على الكلمه الا بالحجه والدليل والبرهان
فقد قال الله فى سورة الشورى

فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ{15}.
وقال ايضا
( أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون )
وقال ايضا
( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) (البقرة)
وقال ايضا
( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ( الكهف)
وقال ايضا
( افأنت تكره الناس حتى يكونوا مسلمين ) ( يونس )
وقال ايضا
( يأيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون يجاهدون فى سبيل الله ولا يخافون لومة لائم
)
هذه بعض الايات التى تتحدث عن حرية الكلمه والمعتقد وكيف يتعامل القران معها
وسأذكر موقف بسيط من سنة النبى ليتعلم الاخوه اعداء حرية الرأى كيف يتعامل النبى مع المخالفين معه وحتى من سبه واهانه

فى غزوة بني المصطلق، حاول رأس النفاق عبد الله بن أبي أن يوقع بين الأنصار والمهاجرين ثم قال: والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز (أي هو) منها الأذل (يقصد بذلك الرسول وأصحابه).
فعلم الرسول بما قاله ابن أبى
ولما علم عبد الله بن أبي بن سلول أن رسول الله ( قد بلغه ما قاله أسرع إليه ليعتذر له، ويقسم أنه لم يقل هذا، وسرعان ما نزل القرآن بعد ذلك ليكشف عن كذب هذا المنافق، فقال تعالى: {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن أكثر الناس لا يعلمون1} [المنافقون: 8].
ثم ذهب عبد الله إلى رسول الله ( وقال له: يا رسول الله، بلغني أنك تريد قتل أبي، فوالذي بعثك بالحق، لئن شئت أن آتيك برأسه لأتيتك، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني، وإني أخشى أن تأمر به غيري، فيقتله فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل أبي يمشي في الناس فأقتله، فأقتل مؤمنًا بكافر فأدخل النار। فقال رسول الله (: (بل نترفق به، ونحسن صحبته ما بقى معنا) [ابن هشام]।
بهذه الكلمات البسيطه الرقيقه تحدث النبى عن رأس المنافقين الذى كانت حياته كلها حافله بمؤامرات ضد الاسلام والمسلمين واهانة النبى الكريم ولكن لم يمتلك النبى الا ان يقول نترفق به ونحسن صحبته
فيا استاذ شريف ويا اخ مهيب هل نترفق بفريد ونحسن صحبته ما دام يدخل غرفة كفايه ام نطالب بمنعه ؟।

خلاصة الموضوع كما قال شوقى :

كنيســة كالفــــدن الممتلـــــي ومسجد كالقصر من أصيد
والله عن هذا وذا في غني لو يعقل الإنسان أو يهتدي