Thursday, October 26, 2006

ثورة الجنس




باسمك يا مصر

ما نشر فى مدونات بعض الزملاء اول امس حقا مقلق للغايه ,وما علمته من بعض الاصدقاء الذين خرجو للنزه بمناسبة عيد الفطر عن حالات تحرش جماعى بالفتيات تجعل اى انسان قلبه ينبض يشعر بالخوف على ما يحدث فى ارض مصر , فالازمه باتت أكبر من ان تحتمل.
والانباء الوارده مفزعه فقد تجمع مئات بل الاف الشباب فى ميدان طلعت حرب بمنطقة وسط البلد , وامام مداخل المحلات انطلقة ثورة الشباب مهللين وبأعلى اصواتهم وبافظع الالفاظ واسوء الشتائم وبدأو ترتيب صفوفهم , لمهاجمة البنات والتحرش بهن , والالتفاف حول اى انثى تسير بالمنطقه ثم يوقعو بالفتاه ويبدأون بلمس ومس أجزاء حساسه من جسده ا , ولم يكن امام اى فتاه سوى الاستسلام او اللجوء الى اقرب محل , ولكن الاستسلام أسهل فأعداد الشباب اكبر من تحصى ولا اى قوة عاتيه تستطيع ان تهزم الجموع الغفيره التى تريد افراغ شهو مكبوته , واصحاب المحالات التجاريه خائفون , والمشهد بصدق مرعب, و لم تسطتع اى فتاه النجاه من الشاب الذين تخلو عن شهامة ورجولة المصرى وتحولو الى ذئاب بشريه تسد الطريق العام ,
ولا يمكن لاى إنسان يفكر فى مصلحة هذا الوطن انيعبر هذا الموقف بسهوله ,
او نعتبره عبث شباب فى ليلة عيد, فمظهر ما حدث اكبر من ذلك , وتكرار الموضوع فى اكثر من مكان يعد دلاله واضحه على ما بات يشغل عقلية شباب مصر , وباى حال من الاحوال تتحمل الدوله ما يجرى لشباب مصر ,
فخير شباب مصر يموتون بمرض البطاله فأكثر من ستة مليون شاب عاطل فى مصر _احصاء حكومى فمابالك بالحقيقه_ حق العمل هو اقل حق يطمح فيه الانسان, ولكن كى تعمل فى مصر فأنت تبحث عن المستحيل او قل انك تبحث عن لبن العصفور , ولا يوجده خطه لتشغيل الشباب ,
الازمه الاكثر خطوره ازمة العنوسه فاكثر من تسعه مليون شاب وفتاه تجاوزو سن الثلاثين ولم يتزوجو , ولا يوجد اى شئ يستطيع الشباب من خلاله ان يصرف حقه الطبيعى ,
ايضا نلمح فى هذه الازمه ملامح الفقر , فالشباب كان ظاهرا عليه ذل الفقر وعوز الحاجه ,المسكنه تطل من ملامحهم , فمن صور الشباب يبدو عليهم انهم يريدون الانتقام من المجتمع , نعم يريدون الاحتجاج على اوضاعهم المتدهوره , ولكن لا يجدون من يقود ثورتهم,
ولا اريد ان اسمع ان هذا سببه البعد عن الدين فمصر شهدت وما تزال اكبر حمله خطاب دينى من السبعينات والشيوخ ليل نهار تتحدث عن عورة جسد المراه , وحرمة النظر اليها , وشرائط الكاسيت متاحه على الارصفه اكثر من اى شئ والكتب الصغيره تملئ الاسواق , والقنوات التلفزيونيه تتحدث طوال اليوم عن عذاب القبر , ولكن لا فائده من كل هذا فالواقع الملموس على الارض اكبر من يقاومه اى خطاب دينى
,
ولا اريد ان اسمع كملة ممن يسألون عن دور الامن ؟؟ ودور المسئولين ؟ فلو كانت مظاهره لحركة كفايه لكان الامن قادرا على منع الشباب قبل ان يخرجو من بيوتهم. ولكن دعونا نتذكر اى امن تسالو عنه امن مبارك وسوزان ام امن علاء وجمال ؟ ام امن حبيبى العادلى الذى قام باغتصاب عبير العسكرى ؟ وكريم الشاعر ومحمد الشرقاوى ؟ اى امن الذى يحمى المصرين ام الامن الذى انتهك اعراض فتياتنا على سلالم نقابة الصحفين؟ ام الامن الذى اعتقل اكثر من خمسه وعشرين الف مصرى ؟
من فضلكم لا تلمو شبابنا فهم نتاج سياسات اضعفتهم واضعفت عقولهم هم نتاج الفقر والكبت والقهر , هم نتاج الاستبداد والتأخر والتخلف والتراجع , هم نتاج التهميش والنهب والسرقه , هم نتاج الفهلوه والنصب والاحتيال ,
فلا يوجد مؤسسات اجتماعيه ترعى الشباب , ولا يوجد احزاب تدمج الشباب , ولا يوجد وسائل اعلام تزرع قيم ومثل فى ابنائنا والاسره المصريه اضعفها الفقر وباتت مهلهله ولا يمكنها اخراج اجيال قادره على تحمل المسئوليه , والجامعات المصريه تعج بالمخبرين وسيارات الامن المركزى , ولا اثر لاى نشاط سياسى يجمع الشباب, فماذا انتم منتظرون ؟
حقا هذا ما تتنظره مصر ,
انى المح فى الافق انفجار اجتماعى سيطيح بالاخضر واليابس , انه الانفجار الذى لن يبقى ولن يذر,
حقا الكوراث تدهمنا من كل جانب ولا احد يهتم ولا احد يعير اهتماما لا احد يسمع لا احد يتكلم كأنن نعيش فى قبر كبير
.