Tuesday, September 18, 2007

دولة اسرة الرئيس

دولة أسرة الرئيس
باسمك يا مصر
يبدو أن نظام الرئيس مبارك وأسرته يتصورون أن هامش الحرية الصحفية المتاحة واتساع هوامش الحرية التى تعمل فيها بصورة غير مسبوقة، أنها تتحمل المسئولية الرئيسية فى الانتقاص من هيبة الرئاسة، وهيبة الدولة معها ومرت أزمات عديدة إلا أن السلطة الغاشمة لم تنقض لذبح الصحفيين إلى أن وصلنا لأزمة شائعة مرض الرئيس مبارك ويبدو أن الكل كان منزعجاً ولكن الكل يدرك أن حرية الصحافة كانت حرية انتزاع من الصحفيين الشرفاء وليست حرية ممنوحة من النظام وبدا الكل مشغول بمرض الرئيس وتحرى الصدق من الخطأ وبدا هناك تضارباً بين الجيل القديم والجيل الحديث ( أصدقاء جمال مبارك ) فالجيل القديم عبر عن موقفه وقال ممثلاً فى صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى ورئيس المجلس الأعلى للصحافة أن ما يحدث فى الصحافة المصرية كارثة ولكن ليس أسلوبى حبس الصحفيين ,
أما الجيل الحديث بدا يتحرك بنوع من الثقة المفرطة مع الشائعة ولم يهتم ولم يعلق فى أول الأمر إلى أن زادت الشائعة ووصلت إلى كل بيت فى مصر فبدا جمال مبارك نجل الرئيس الأصغر إعطاء التعليمات إلى الرئيس مبارك واقترح عليه زيارة القرية الذكية ومدينة برج العرب وبدا النظام يستعيد قواه ويشعر أن الشعب بدأ يدرك أن الرئيس مازال موجودا حيا يرزق ولكن لا يعرف ماذا الم به ؟
وكان من الممكن أن تمر الأزمة هكذا , ولكن السيدة سوزان مبارك زوجة الرئيس تدخلت فى الأمر هى الأخرى ولم تسكت وكأنها تحتاج إلى جنازة وتشبع فيها لطم , وهددت بمعاقبة مروجى الشائعات وبالفعل انتصرت فكرة سوزان مبارك وتم الرمز إلى الصحافة المصرية الشريفة ممثلة فى شخص الأستاذ إبراهيم عيسى ظنا من الفريق الحاكم أن هذا ينال من هيبة الرئاسة وهيبة الدوله معا
ولكنى أتوقف هنا هل ما حدث مع الصحافة المصرية أهواسترداد لهيبة الدولة ؟ أم بلطجة من نظام يسير بأعراف قبلية وعائلية ؟ فلا يوجد مؤسسات لصنع القرار بل هو التخبط بعينه وكل فرد فى أسرة الرئيس له رأى وله قرار وتحولت الدولة إلى دولة أسرة الرئيس
ولكن هناك فارق كبير بين هيبة الدولة وبلطجة أسرة الرئيس فالرئيس مسئول أمام الشعب ومن المهم ان يعرف الشعب كل شئ عنه , وأيضا هيبة الدولة تكون مستنده لدولة فيها مؤسسات مستقره ومراكز لصنع القرار وان يكون النظام نظام له شرعيه ومستند على جماهرية شعبية أما الدولة كانت مستنده على سلطة القوة التنفيذية وضغوطها على القضاء وصنع القرار كان معتمدا على أسرة الرئيس وليس مراكز صنع القرار
وبدا أن قرار حبس الصحفيين والزج بهم داخل السجون أشبه بمسألة ثأر بايت بين أسرة الرئيس ومجموعة من الصحفيين الوطنين
إن ما حدث مقصود منه معالجة الأمور الهامة داخل قصر الرئاسة وأن لا يتدخل أحد من خارج بيت الرئاسة لمناقشة ما يجرى بالدولة المصرية وكأن رئيس مصر لغز غامض ممنوع التعرض له من قريب أو من بعيد وتهيئة مناخ مصر لمعركة أخرى أكبر هى معركة التوريث لا يتحدث أحد فيها على صفحات الجرائد وأن الغلبة تكون لمن يمتلك القوة والنفوذ داخل فريق السلطة أما الشعب المصرى فلا يعلم شئ عن مصيره ولا يدرى من يتخذ قراره لأن من يتخذ القرار فى مصر هو أسرة الرئيس
هناك مسألة أخرى على جميع الصحفيين أن يفهموها أن المسألة هنا تتخطى إبراهيم عيسى وجريدته سواء تتفق معه أو تختلف لأن المسألة أصبحت هى حرية الصحافة المصرية فليس معقولا أن يحاكم أشرف الشرفاء فى مصر ويزج بهم داخل السجن مرة واحدة فلقد تم الحكم على كل من عادل حمودة و وائل الإبراشى و عبد الحليم قنديل وإبراهيم عيسى بالسجن ولذلك تتسع المسألة من حدود المهنة الصحفية إلى حدود الوطن المصرى ويجب التمسك بأهم المكتسبات الحالية وهو حرية الصحافة المصرية.
ط

3 Comments:

At 11:50 AM , Anonymous Anonymous said...

احييك صديقي العزيز علي هذه المدونة الرائعة وعلي الشغل الجميل الموجود بها وان شاء الله سأكون دائما من متابعين مدونتك وهي قد وصلتني عن طريق صديقة من سوريا
لك تحياتي خاصة موضوع الزعيم عبد الناصر

 
At 12:30 PM , Anonymous Anonymous said...

اتمنى ان تخدم هذه المدونه المتواضعه مصر وكل الامه العربيه وشكر للصديقه السورية التى ساعدت فى نشر مدونتى واشكرك ايضا على الدعم المعنوى وتحياتى للكل الاخوه فى سوريا العروبه
هايل

 
At 1:31 AM , Blogger فارس عبدالفتاح said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بصراحة مواضيع تستحق القراءة ومدونة تستحق المتابعة


كنت ابحث عن كتاب خريف الغضب ووجدت تدوينتك عن هذا الكتاب ..


فشكراً لك وادعوك الى زيارتي فى مدونتى المتواضعة

 

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home