Friday, October 20, 2006

ماذا يريد مبارك من مصر ؟



ماذا يريد مبارك من مصرِِ ؟؟

لا أحد يدري إلي أين تمضي بلادنا، أو في أي طريق مجهول تنزلق أقدامها. منذ فتره قليلة ومع ظهور حركة كفاية تعالت أصوات وطنية مرموقة تحذر من مستقبل قد يكون مرعبا ، والآن كفت كل الأصوات عن التحذير، ففيما يبدو أننا دخلنا - فعلا - الي النفق المخيف.
فى عهد مبارك كل شئ يسير بالفساد المنظم، وبالقرارات العشوائية، وبالوجوه الوزارية التي مللنا وجودها علي مقاعد المسئولية, او حتى تغير وجوه والاتيان بوجوه اكثر فشلا , فى عهد مبارك الخراب يضرب بنية مؤسسات الدولة التي تحولت - بقدرة قادر - إلي إقطاعيات وممالك، كل مملوك يحكم ويتحكم في مؤسسته، بلا حسيب أو رقيب. فى عهد مبارك _ولاول مره _تكاد الدولة المصريه بمعناها الحديث تتحلل من أدوارها ووظائفها ووسائل المحاسبة فيها، وهذا تطور خطير في دولة مركزية قوية بحجم مصر .
فى عهد مبارك مصر تختنق - فعلا - بأوضاع داخلية لا تطاق، وأدوارها الخارجيه فى تراجع لدجة الى ان عمقها فى السودان يتأكل ولا احد يعرف ولا احد يتحدث وكأن ما يحدث يحدث فى امريكا الجنوبيه , و العراق العربى يفقد عروبته وينسلخ من هويته ولا احد يعرف حدا للفتنه الطائفيه الدأئره فيه , ولا ننسى فلسطين التى لا تواجه خطر المارد الاسرائيلى , بل الخوف اليوم من السلاح الفلسطينى الفلسطينى ,
أنظر حولك وامامك وخلفك بامتداد المنطقة كلها، الادوار المصرية متراجعة إلي الهامش لدرجة يصعب معها تصور أن تنهض بلادنا بأية أدوار حقيقية في نصرة قضايانا العادلة والمشروعة، بل إن مصر بات مطلوب منها - بضغوط أمريكية - أن تسوق مشروعات الهيمنة علي المنطقة بأرخص الأسعار، وبلا مقابل تقريبا.
بل إن مصر بات مطلوب منها مراقبة المعابر والتسلط على الفلسطنين , .
مصر؟ مصر عاجزه عن حل ازماتها الداخليه مصر تختنق - فعلا - بانفلات جامح وغير مسبوق في أسعار السلع الأساسية، فمن يوم لآخر ترتفع أسعار الأرز والسكر والزيت واللحوم والدواجن والخضراوات والمواصلات بمعدلات مخيفة تهدد ما تبقي من قدرة علي الاحتمال، وتنذر بانفجار اجتماعي واسع مع التراجع المضطرد في قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي وباقي العملات الصعبة والسهلة، حتي بدا الجنيه المصري لا قيمة له امام سلة عملات العالم.
الخطر تجاوز كل الخطوط الحمراء، ومصر مقبلة علي أزمات اجتماعية واقتصادية عاتيه قد لاتبقى ولا تذر ، ومع ذلك تبدو السياسات علي حالها وتوريث السلطه يخيم على عقلية النظام ولا هم له الا نقل السلطه لمبارك الابن ، ولا يوجد لا مراجعة ولا مواجهة ولا رغبة حقيقية في التغيير بأي درجة .
مصر تختنق ولا احد يملك تنفس صناعى ينقذ حبيبتى من الازمه القلبيه التى تمر بها والتى من الممكن ان تودى بها الى الابد ,
تراجعت السياسات إلي حد أصبحت فيه التوقعات أقرب إلي ضرب الودع وقراءة الكف، عند هذا الحد من اليأس لابد أن ينتبه المصريون إلي أن مصائرهم في مهب الريح، وأنه إذا لم يتحركوا الآن وفورا لفرض تغيير ديمقراطي شامل، فلا أحد يدري ما تحمله الأيام المقبلة من كوارث جديدة.
حقا ماذا تريد يا مبارك من مصر ؟؟