Wednesday, October 18, 2006

التدين الظاهرى



التدين الظاهرى فى بلادنا
يعدالدين من أهم المكونات الرئيسيه فى المجتمع المصرى وله اثر عميق فى حياتناالعامه والخاصه, ولكن للاسف لا يوجد فهم حقيقى للدين بل ان الدين فى مصر يتم استغلاله أسوء استغلال,
وفى اعتقادى اننا نحتاج الى صياغه جديده للحياه الدينيه فى مجتمعنا , وخاصة مسألة الدينى والدنيوى أو بتعبير اخر الثقافه الدينيه والثقافه العامه كأسلوب حياه.
وهذه القضية أثيرت قبل ذلك منذ فترة قديمة , وقد اثيرت باسم الاصلاح الدينى وتحديث الفقه , وخلال العقود الثلاثه الاخيره يضطلع التيار الاسلامى وأيضا المؤسسة الكنسية بالعمل على تأسيس حياة دينيه ، معتمده على التفسيرات والتأويلات الدينيه للسابقين وتم العوده الى نهج القرون الوسطى فى الحياه والاهتمام بالمظهر على حساب الجوهر ,فقد ترى النقاب ولا ترى عفة ، وترى الصلاة وترى الفاحشه,وانشغلنا بالجلباب والسواك ونسينا القيم والاخلاق ,ليس ذلك فقط بل تم استرجاع الفقه التقليدى وإغلاق باب الاجتهاد , والرده على ما أسسه التيار التنويرى بقيادة الامام محمد عبده ورفاعه الطهطاوى والافغانى .
وبعد نحو ثلاثة عقود من الارتداد الى ما قبل التحديث الفقهى الذى تم فى غضون القرن العشرين , وفى رأيى اننا نريد ابراز الموضوع من منظور مختلف تماما وهو مدى الرضا عن حياتنا الدينيه والدنيويه , لاننا نسمع من التيار الدينى نقدا شديدا قويا عن حياتنا الدنيويه وقليل جدا عن حياتنا الدينيه ,
ولا اعرف هنا حقيقة ما هو دور الدين , كيف يمكن أن نقول اننا دولة الاديان _المساجد والكنائس_ فى نفس الوقت الذى يشيع فيه الفساد بأعلى صوره والرشوه والمحسوبيه الغير مسبوقه فى تاريخ مصر وسوء توزيع الثروة والسلطة , كيف يستقيم التدين مع النفاق والانتهازيه وعدم الاكتراث بالمصلحة العامة وحقوق الاجيال المقبله ؟ كيف يمكن لمئات الناس الذين يعملون ببعض اجهزة السلطة ان يرتكبوا أبشع أنواع القسوة السياسيه والاجتماعيه ويكونو قد أدوا الصلاه بدقائق قليله ,
نعم مازالت بلادنا بعيده عن الحرب الدينية التى تحدث فى العراق وفلسطين ولكن ليس مستبعدا ان نصل الى هذه الحاله المترديه , خاصة فى ظل استبداد سياسى وتدهور اجتماعى غير عادى .
يمكنك بكل بساطه ان تدافع عن الدين وتبرأ الدين من هذه الاشكال المأساويه ولكن تبقى المشكله مستمرة معنا فما اسهل ان يظهر الشيوخ ويلقون كلاما مرسلا , ويقولون ان الاسلام برئمن هذا ولكن دون حل لاى مشكلة , ولكن يبقى مايثير القلق هو ان هناك تدنى فى الحياه الدينيه فى مصر وبدرجه اكبر فى دول عربيه اخرى , ولذلك لابد من سرعة التنبه الى هذه الوعكه الدينيه التى تجتاح بلادنا ,وإعلاء المعايير الروحيه على المعايير الماديه , والاهتمام بالمصلحه الوطنيه والسياسيه على المقولات المتوارثه والفقه الضيق المغلق الذى يتنافى مع روح العداله والانسانيه .

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home